الاثنين، 10 ديسمبر 2012

متكبر

كنت طويلاً جداً , طويلاً بدرجة كدت معها أصل للسماء الدنيا , كنت أرى الناس صغاراً ,صغاراً جداً , وكنت أتكبر عليهم , لم أتمكن من مصافحتهم إلا وأنا منحنى لهم جميعاً .

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

لوحة مائلة قليلاً لجهة اليمين



  
:-   لمن هذه الصورة التى فى الجدار ؟   
:-  إنها صورة خاصة بالنسبة لى , تعنى لى الكثير , منذ عشر سنوات وهى ملتصقة هكذا بالجدار , هو       بنفسه من قام بوضعها هكذا . 
:-  ولكنها مائلة قليلاً ناحية اليمين يبدو وكأنها ستقع عما قريب .
:-  لا لن تقع , هو من أرادها هكذا ,ههههههه حتى إننى قد أشرت له لملاحظتك هذه لكنه أكتفى بإبتسامة     فقط وتركها بعد أن نظر إليها ملياً  وودعنى .
 :- هل حاولتى خلال هذه المدة أن تقومى بتعديل وضعها حتى لا تبدو بهذا الشكل ؟
:-  لا , مؤمنة تماماً بانها يمكن ان تظل لسنوات أخرى إضافية دون أن يحدث لها مكروه .
:-  حسناً لا بأس , قولى لى , هل عشتى طول هذه السنوات فى هذه الغرفة الجميلة  لوحدك دون أن           يشاركك أحد فيها ؟    
:-  بالتأكيد لا , الصورة التى فى الجدار تشاركنى كل شئ , مأكلى ومشربى , والحمام وحتى سرير النوم .  
:-  ماذا ؟ هل جننتى ؟
:-  مهلاً مهلاً يا صديقى , انا فى كامل قواى العقلية , دعك منها وحدثنى عنك , لا تدع الصورة تأخذ منا      كل   الوقت , أعرف كم أنت مشغول بمواعيد  مسبقة , هل سبق وأن ............ ؟
:-  هه هه هه هه , حياتى كلها مكرسة للعمل , لم أجد وقتاً للحديث مع فتاة , تعرفين إفتتانى بوظيفتى         وبتأدية عملى .
:-  وأنتى ألم يحن الوقت لتدخلى فى علاقة مع أحدهم ؟
:-  لا لم يحن ولا أظنه سيأتى ذلك الوقت , الرجل الذى فى الجدار يمثل لى كل شئ , صديقى وحبيبى          وزوجى وكل شئ  .
 :- غريبة , لم أسمع به من قبل ولم أسمع بأن لك علاقة ما بأى شخص .
 :-  لا أحد يعرف شيئاً حول هذا الموضوع , انا فقط .
 :-  وأين هو الأن ؟
:-  إنه فى الجدار , أنظر ملياً سترى كل شئ , ملامحه الهادئة , صوته الخافت , عطره , عيونه الزرق ,     شعره الناعم , صدره العريض , جسده الرياضى , كل شئ .
 :- يلتفت الرجل حوله , يبحث عن صورة أخرى علها تعيد له عقله الذى أختفى للحظة , لم يجد أى           صورة   أخرى غير التى أمامه .    
  كانت الصورة التى فى الجدار كما يراها هو عبارة عن لوحة سوداء , فقط سوداء , لم يكن فيها أى شئ   آخر , فى أعلاها ضوء خافت , لم يكن ليبين منها أى شئ ,
  أصاب الرجل فى تلك اللحظات بعض التعرق , بدأ جسده ينهار , أصيب بالبرد , حاول إنهاء تلك اللحظة   بان يلامس تلك اللوحة ولكن يد الفتاة أمتدت إليه وأوقفته فى مكانه قائلة :-   
  طوال عشر سنوات لم يقترب منها أحد , ولا حتى أنا , لذا دع الأمر يمر بسلام وأخرج سريعاً قبل أن      يحدث لك مكروه . 
  أخذ الرجل الأربعينى ذو الشعر الأبيض والهيئة الضعيفة ونظارته السميكة بعض تساؤلاته وخرج          مسرعاً وكأن الريح هى من أخذته لا رجليه النحيفتين . 
وقبل أن يبتعد بمئة متر عن منزلها راودتها فكرة ما , قرر أن يعرف اللوحة تلك , وماذا تخبئ , ولكن كيف ؟  لابد أن يقوم بعمل ما , أن يذهب للبيت من الخلف , وأن يحاول معرفة أثر تلك الصورة من الخلف , الصورة التى فى الجدار , تلك الظلمة , أخذ نظرة سريعة وراءه ليتأكد أن الفتاة لا تلاحقه , نعم تأكد الأن , إنها لا تلاحقه  , ذهب بسرعة ومعه مخاوفه , سريعاً جداً من الناحية الأخرى للمنزل , حيث لا يمكن لها أن تلاحظه , وحيث يرى الصورة من خلفها , صورة لم يعرف عنها شيئاً , الصورة المائلة فى الجدار .
كان الجوء هادئاً بحيث أن سقوط أى شئ  أو إرتطامه بأى شئ سيحدث دوياً هائلاً , لابد له أن يتحسس خطواته بهدوء , رويداً رويداً يحاول الوصول , وها هو على بعد متر واحد فقط , يرى فتحة فى الجدار من الخلف فتحة بمقدار مساحة لوضع لوحة , يتحسس من وراءه , لا أحد يراقبه , يبدو فى هذه الوضعية كلص يحاول معرفة من بالداخل , لا أحد وراءه , ولا أحد يراقبه , ولا حتى الأنثى بالداخل ستعرف عنه شئ  , ها هو الأن يرفع رأسه شيئاً فشيئاً , يراها هى مستلقية فى سريرها , لا أثر للوحة , ها هى مجرد فتحة سوداء , كانت تفتح للخارج , أظنها كانت للهواء فقط , سأرفع رأسى قليلاً , , أكثر,  أكثر,  أكثر , ها أنا الأن أنتصف الفتحة التى بالجدار مائلاً قليلأ ناحية اليمين  .
وفجاًة تلتفت ناحيته تلك الفتاة , تلتفت وفى فهمها إبتسامة النصر , أخيراً تحقق حلمها , ها هى لوحتها تكتمل , منذ عشر سنوات كانت تنتظر تلك اللحظة , منذ أن قامت بصنع تلك الكوة فى الجدار , الكوة التى تميل قليلاً ناحية اليمين .كما فعل هو , تماماً نظر الرجل لبرهة إلى ملامحه , ظهر كما أن جدسه قد أصبح رياضياً فجأة وعينيه زرقاوان , وشعره أبيض , وصدره عريض , دون أن يرى بقية تفاصيل جسده , لقد أصبح الآن لوحه , لوحة مائلة قليلأ ناحية اليمين .

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

فى القاع

سأنزل إلى القاع , هكذا أتخذت قرارى , الحياة فى سطح الماء لم تعد جاذبة , سأقوم بأخذ نفس عميق , كمية من الهواء أحتاجها هناك , تمتلئ رئتى بما يكفى , أقوم بأخذ المزيد , رئتى تنفجر , أقوم بأخذ مزيد , أقوم بأخذ مزيد , لا أشعر بالهواء , لا رئة لدى , حسناً لا حاجة الأن للهواء , حتى وانا فى القاع , أغوص عميقاً , عميقا , عميق , عمي , عم , ع , .......... .

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

عقيق

فى يوم مولدى سأختار إسماً مناسباً لكل أفراد عائلتى , يكفى ما صار سابقاً , حيث كانوا يختارون أسماء المواليد الجدد , هذه المرة سيتغير الوضع , سأقوم بتغيير أسماء المواليد القدامى , سأبدأ بأكبرهم سناً , ومن ثم الأصغر ومن ثم الأصغر , حتى أخر شخص أكبر منى , سيباركون لى وجودهم فى الحياة , كل ما أخشاه أن يتنمرون من ولادة قديمة لأنثى , ولادة جدتى , ويفكرون فى وأدها عن العقيق .

السبت، 29 سبتمبر 2012

إنفقس البيض من الضحك


وقالت احدي الدجاجات بينما تتفض ريشها المبتل بفعل المطر :- كاك كاك
فسمعها ديك كان يشرب سيجارته بنهم وخاطبها قائلا :- كاك في عينك
فزعلت الدجاجة وقررت ان لا تقول كاك بعد اليوم حتي لو انتهي بها الامر في شوايه او فرن ، لكن الديك احس بعقدة الذنب وارسل الي ديك الجن كي يتوسط له في الصلح بينه وبين الدجاجة .
ذهب ديك الجن الي الدجاجة وقال لها ان الديك يعتذر ولابد ان تقبلي اعتذاره .
هنا رمقت الدجاجة ديك الجن

بنظرة حزن وهي تقول :- هو ليه يقول لي كاك في عينك انا عملت ليهو شنو ؟
فقال لها ديك الجن :- ياخي دا ديك أهبل ساي ما تشتغلي بيهو .
في تلك اللحظة كان الديك الاخر يستمع الي حديثهم ولما سمع منه كلمة ديك أهبل استشاط غضبا وقال لهم :- كاك في عينكم الاتنين .
هنا غضب ديك الجن اشد الغضب وقرر ان يأخذ بثأره من الديك الذي قال لهم كاك في عينكم الاتنين .
في صباح اليوم التالي كان الديك جالسا في احد القناني يقرأ في صحيفته المفضلة فجاء ديك الجن ومعه الدجاجة ورموه بحجر فصاح الديك من هول الفاجعة ( كاااااااااااك ) فقالوا له بصوت واحد :- كااااااااااك في عينك .
فضحكت جميع الدجاجات والديوك والسواسيهو وانفقس البيض من الضحك.

الخميس، 3 مايو 2012

خطة

عندما بلغ عمري العشرين عاماً نظمت حياتي وخططت ، خمسة سنوات قادمات لابد أن أعثر فيها علي زوجة ، اسميت تلك الخطة الخطة (أ) وعلي سبيل الاحتياط وضعت أيضاً الخطة ( ب) في حالة الفشل في الخمسة سنوات واتبعتها بعد عشر سنوات بالخطة (ج) وبعد خمسة عشر عاماً لجأت للخطة (د) ......، ......... ،.........،.........،.........
،........،...... وها أنا الآن أضع الخطة (ي) بصورة متكررة عاجزاً عن ايجاد حرف آخر يشفع لي .

نساء

آه من نساء هذا الكوكب , تباً لكل أنثى فتلتنى حين حب ,سأصنع لى فتاتين داخلى , بل أربع فتيات جميلات , سأحبهن بالتساوى , أو ربما لن أعدل بينهن , سأجعل كل واحدة فيهن تكره الأخرى وتكيد لها كيدها العظيم , ستقتل كل واحدة فيهن الاخرى , الأخيرة التى ستبقى هى من ساتزوجها , الأخيرة التى ستقتلنى .

الخميس، 19 أبريل 2012

ذاكرة

منحنى الله ذاكرة كبيرة , فجأة صحوت فى هذا اليوم , وجدت نفسى أجيد حفظ الأشياء جميعها , أسماء البشر , الكتابات , الصور , الأفلام الصحف , الاخبار جميعها , المباريات , أحفظ كل شئ , كل شئ يمر على أحفظه بتفاصيله , قرأت كتاباً وحفظته تواً , حتى السيارات التى تمر بجانبى احفظ ارقامها جميعها ومن يركبها , البشر وهم يتحدثون مع بعضهم البعض أحفظ ما يقولون , حتى الذين يتشاجرون , أحفظ كلماتهم السيئة , أدخل إلى المتاجر الكبرى فأحفظ كل ما فيها ,بكم تباع وأين يتم ركنها ومتى تنتهى صلاحيتها , قنوات التلفزيون جميعها , كلها حفظتها فى هذا اليوم , كلها أعرف ماذا قالت , من يستضيفوهم ماذا قالوا , لقد أصبحت الحياة مملة , ولا جديد فيها ليضاف , فقط لأن ذاكرتى ممتلئة الآن , ولا سبيل لى , لمعرفة من أكون , من أنا ؟؟؟ .

الأربعاء، 14 مارس 2012

دجاجة

يُحكى أنه فى زمن ما , كانت هنالك دجاجة جالسة على بيضها حتى يفقس , مر شهران ولم يفقس , فأعلنت التمرد  , وذهبت لحاكم الدجاج تشتكيه , وأعلنت أن الديك قد قام بغشها , غضب الحاكم من تصرف الدجاجة المراهق , فأعلن أنها ستجلس على حجر حتى يفقس ,  ونفذت الدجاجة الأمر , وبعد عام , تفاجأ الجميع , بالحجارة تفقس.

الأحد، 11 مارس 2012

هموم

في قرية يخلع سكانها جميعهم رؤوسهم في أوقات النوم كنت أعمل في الليل حارساً عليها ، كانوا ينامون بدون همومهم ، صرت اجرب الرؤوس واحداً تلو الآخر ، وفي كل مرة اشعر  بالهموم تزداد علي ، حتي الصباح ، حين يسترجعون همومهم ، أقصد رؤوسهم ، حدث أن أتلفت رأس أحدهم فأخذ رأسي بديلاً له ، ومن حينها وأنا  أشعر بالسعادة ، السعادة الأبدية .

الأربعاء، 11 يناير 2012

حيث أقف

يوماً ما قررت الإنتحار , وصعدت إلى أعلى البرج , نظرت إلى الأرض , رأيتها أكثر قرباً مما ظننت , المسافة ليست كافية لموتى , نظرت للاعلى , وجدتها أكثر بعداً مما أظن , لكى تصل روحى للسماء , حلقت عالياً , عالياً جداً , جسدى يقترب من السماء , وروحى عالقة بالأرض , لم أمت , ولم أحيا أيضاً , لثلاثة قرون , يقتلنى الترقب , فى أعلى البرج حيث أقف .

إعجاب

قال الراوى وهو يهم بنفض سيجارته فى المطفأة :- الأنثى المعجبة بقصصى كلما قرأت لى نصاً سألتنى عن أسباب النزول .

شماتة

الحزن , صديقى الحميم , بعد أن هزمتنى  أوجاعى رأيت الفرح يتطاير من عيونه .

تراجع

عازماً على الحياة الأبدية خرجت من قبرى , أنفض بعض التراب المنهال على رأسى , وجدتهم يشيعون تلك الانثى الجميلة , فعدلت عن فكرتى .

إرتفاع

الأنثي التي رأيتها صباح هذا اليوم كانت عالية جداً للدرجة التي فكرت فيها بالانتحار .

الأربعاء، 4 يناير 2012

الراوى

قال الراوى وهو يهم بنفض سيجارته فى المطفأة :- الأنثى المعجبة بقصصى كلما قرأت لى نصاً سألتنى عن أسباب النزول .

هلع

فى قبيلتنا , أخبرتنا العرافة بأن من يبلغ الأربعين من عمره سوف يموت , الهلع دب إلى نفوسنا , صرنا نصغر , ونصغر , ونصغر , ونلعب ألعاب الأطفال , وزعيم قبيلتنا يبكى , يستجدى الرضاعة .

إنتحار

يوماً ما قررت الإنتحار , وصعدت إلى أعلى البرج , نظرت إلى الأرض , رأيتها أكثر قرباً مما ظننت , المسافة ليست كافية لموتى , نظرت للاعلى , وجدتها أكثر بعداً مما أظن , لكى تصل روحى للسماء , حلقت عالياً , عالياً جداً , جسدى يقترب من السماء , وروحى عالقة بالأرض , لم أمت , ولم أحيا أيضاً , لثلاثة قرون , يقتلنى الترقب , فى أعلى البرج  حيث أقف .

الثلاثاء، 3 يناير 2012

حقيقة

فى يوم ما , صحوت باكراً على غير العادة , رأيت الناس جميعهم عراة , لاول مرة أراهم على حقيقتهم , كانوا قبيحين جداً بصورة جعلتنى أعمى .

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

عشق

أعشق تلك الأنثى المجاورة لى فى قبرى , نعم أعشقها ومستعد لأن أهبها موتى بكامله , وأهبها عمرى حتى الحياة .