الخميس، 30 ديسمبر 2010

تاجر الرؤوس

هذا الرأس يشبهني تماماً.. من أين أتيت به؟؟!!
:- لا لا هذا الرأس أهداني له صديق نتيجة لعمل خاص قمت له به..
:- هل تسمح لي برؤيته من الداخل أشعر به وكأنه رأسي.
:- لا يمكن لك أن تراه أتيت إلى هنا لأبيعه مقفلاً إن كان من يشتريه محظوظاً سيجد به نفعاً وإن كان غير موفقاً شاء له أن يضعه مع التحف الموجودة عنده..
:- بربك ليس معي نقود دعني أرى ما بداخله.
:- هذا آخر ما سأسمح به.. في مسيرتي التي استمرت عشرون عاماً لم يطلب مني شخص أن ينظر في رأس من الداخل خصوصاً إن كان غير محنطاً.. هذا الرأس تم ذبح صاحبه بالأمس.. وتم فصل الرأس عن الجثة هذا الصباح بعد آداء الصلوات في الكنيسة.. آثرت الرحيل من وجه ذاك التاجر البشع.. بائع الرؤوس وذهبت في إتجاه منزلي..
نزلت مني دمعة حارقة وتصاعدت ضربات قلبي.. لا يشبهني الرأس في تفاصيله.. إحساس فقط بأن ما بداخله من أفكار يخصني من أين أتى هذا الإحساس.. أليس من الممكن أن يكون كاذباً.. عليَّ أن اقتنع بأنه ليس رأسي..
ولكن من الذي يبيع رأسي وأنا أمشي الآن.. يا له من وغد..
بكم باع رأسي.. ليتني أعرف.. أريد أن أعرف.. من الذي يدلني على سعري.. أحفظ في مخيلتي الإنجيل والتوراة والملحمة اليونانية.. وكل كتب روما وما خطه عظماء اليونان.. احتفظ في ذاكرتي بقوانين الفلك وعلم الجبر وبعض الطب.. بكم يكون كل هذا؟؟!!!
هل أسير أنا بلا رأس الآن!! أتحسسه.. أراه موجوداً.. ربما هذا ليس لي.. هل تم استئصاله وإبدالي برأس آخر.. أخشى ما أخشاه أن يكون رأسي قد تم إبداله برأس إسكافيّ أو قاطع طرق.. حينها لن يكون لي شأن في مدينتي.. ويحتقرني الناس وأنا أخيط أحذيتهم الفاخرة.
آآآآآآآآآآآآه رأسي سينفجر بحثاً عن أجوبة..
عند باب بيتي وجدت بعض قطرات الدم .. إذا هذه حقيقة.. لم يدخل بيتي غير زوجتي.. هل تكون فعلتها تلك المشئومة.. أثق في أنها هي من فعلتها.. فدائماً ما أصحو من نومي وهي تتحسس رأسي وتبتسم.. لم تكن تلك الابتسامة غير إبطان لحقيقة حقدها عليّ.. لنيتها بيعي في سوق الرؤوس.. ترى أين هي الآن؟ هل ذهبت للتبضع بثمن بيع رأسي؟..أناديها فلا أسمع إجابة.. إذا ذهبت للسوق أتمنى أن تأتي لي بهدية من ثمن بيع رأسي.. هههههه ما حدث يدعوني للضحك أيضاً..
لدي سن من الذهب أتمنى أن لا تكون في رأسي الثاني دعوني أنظر في المرآة علني أجدها..
ما هذا ؟؟!!!
اختفت تلك السن الذهبية.. إذا تأكدت من بيع رأسي يجب عليَّ أن أذهب إلى ذلك التاجر فأشتري منه رأسي..
بسرعة جنونية نحو السوق ويدي فوق رأسي.. خفت أن يقع من على الرأس الذي معي فأكون مداناً برأس آخر.. من أين لي بثمن رأس آخر؟
ها هو التاجر يجلس في ذاك المطعم.. لا يوجد رأس معه..
:- أين رأسي ؟؟؟؟
:- أمجنون أنت؟! رأسك فوق كتفيك..
ينهال جميع من بالمطعم ضحكاً..
:- لا قبل ساعة تركت معك رأسي وذهبت للبيت.. وقلت لك أن تريني الرأس الذي معك وأنت رفضت..
ضحكات أخرى من الجالسين بالمطعم..
:- اسمعني جيداً أنا لا أبيع رؤوساً.. أبيع النبيذ.. وأشتري العنب.. إن أردت نبيذاً فانتظرني حتى أعود في بداية الأسبوع القادم..
صرخت في وجهه.. لا أنت تبيع رأسي أنت تاجر الرؤوس نفسه.. صمت الحاضرون عن الضحك.. لم أرى غير همسات جانبية..
إرتعد بائع الرؤوس وأخذني بعيداً عن المطعم.. وفي زاوية مظلمة أوقفني قائلاً :- :- أنا تاجر الرؤوس فعلاً.. بعت نصف ما بمدينتى من الرؤوس.. لم يتبق لي غير القليل منها.. وأظن أن رأسك أيضاً قد بعته.. أنت لا تعلم شيئاً ولا غيرك يعلم شيئاً.. أبيع ما به من علم للأغنياء.. الأغنياء يذبحون الفقراء والخدم والعمال لأبدل لهم رؤوسهم.. وإن كنت مصراً على أخذ رأسك فدعني أذبحك لأخذ رأسي وأعيد لك رأسك الذي تحتاجه.. ولكن اعلم أن هذه العملية ستكلفك أموالاً طائلة..
:- لا عليك أدخر بعض المال ولكن رجاء أعد لي رأسي أحتاجه كثيراً..
:-سأعيده لك.. قابلني غداً في الكنيسة المهجورة تلك.. وسآتي بقصاب يذبحك..
:- حسناً سأقابلك.
تحسست رأسي عند المساء أملا في العثور على شئ يعجبنى فيه.. أرى فيه بعض الشيب.. بل كله قد شاب.. لم أكن هكذا يوماً.. أريد أن أعرف صاحب هذا الرأس.. لأشكره فقد وهبني حياة ما كنت لأعيشها بعد فقد رأسي الحقيقي..
ذهبت للكنيسة باكراً وجدت أشخاصاً كُثر كل منهم يتحسس رأس الآخر يثمنه.. بعضهم يُساوم والبعض الآخر يبيع على عجل.. لم يهتم بي شخص.. ولا حتى التاجر نفسه فقد كان مشغولاً برؤوس أخرى.. أهيَ مهمة أكثر مني أم ماذا؟؟؟!!!
قررت فى لحظة جنون أن أشتري ذلك الرأس.. رأس تاجر الرؤوس..
قلت له :- بكم تبيعني رأسك ؟
:- بألف جنيه..
:- هل أسددها لك على أقساط ؟؟
:- لا ادفع المبلغ كاملاً وسيذبحني القصاب في هذه اللحظة..
:- إذا اشتريت..
سمعته يُنادي القصاب :-
:- تعال واذبحني..
:- لم يتردد القصاب في ذبحه.. بعد أن ابتعدنا قليلا في تلك الغرفة المملوءة بالدم.. وبعض الطقوس الغريبة.. لم أشأ رؤية رجل يُذبح.. فقدت الوعي للحظة.. بعدها خرجنا أنا وهو والقصاب..
ولكن بعدها رآني التاجر نفسه وقد صرت أنا بائعاً للرؤوس.. أشتري ما بها لأبيعها.. أصبح التاجر هو من تُصيبه حيرته.. عدت كما أردت العيش.. تاجراً للرؤوس.

السبت، 25 ديسمبر 2010

مسرح الأجنة فى أرحام الموت







تُرفع الستارة الآن ,,, أُناس يتحركون فى نشاط ,,, بعضهم يُشير لآخر بسرعة إنجاز عمله ,, يبدو انه رئيسهم ,, الجميع يعمل بلا كلل ,, يعملون وهم فرحون ,, تأتى جنازة من الباب الآخر ,,, تحملها صغيرة لم تتجاوز العشرين من عمرها رغم محاولتها إخفاء تفاصيلها , تقبلها فى جبينها ,, تتركها لهم وتُغادر ,, بعد أن تضع مبلغاً لهم , ودموع وداع .


يُصفق الحاضرون لجمال المشهد .
تمر لوحة مكبرة ,, تُعلن عن وصفها لتلك الأنثى التى تركت جنينها ,, { فى عامها التاسع عشر ,, غير متزوجة ,, وهبها أحدهم طفلاً ,, حين خرجت لأول مرة لتسد رمق أخواتها }} .
يصفق الحاضرون لروعة المشهد ,,,
تُغلق الستارة على مشهد دفن ,, يتصاعد بعض الغبار .
تُفتح ستارة المسرح ,, على مشهد شموع , رجل وإمرأة يجلسان وهم يهمسان لبعضهم ,, تُطفأ الشموع ,, لتُعلن بدء مشروع جديد ,, جنين سيتشكل الليلة من خلف ستارة .

يرجع الضوء كعادته ,,, وهم يغادران المسرح بملابس النوم الوردية .

يأتى من خلفهم عمال الحفر ,, يجلسان وهم يتذمرون من قلة العمل الذى يقومون به فى أيامهم الآخيرة ,, تدخل أُخرى بصحبة رجل ,, تُسلمهم جُثة صغير , يتفاوضان فى سعر الدفن ,, يتفقان ومن ثم يدفنان ,, ويبكى الرجل ,, ومشهد فرحة من الأم , بالتخلص من عارها ,,

تمر اللوحة مرة أُخرى ,, {{
متزوجة من رجل مات فى الحرب منذ أربعة سنين ,, لديها أطفال منه ,, لا يمكن لأحد أن يُصدق أن هذا إبنها من زوجها الميت منذ سنوات أربع ,, يجب الدفن حالاً }} مشهد غبار يتصاعد ,,, يعقبه إنزال ستارة .
تفتح هذه المرة على مشهد الأنثى والرجل ,, الذين كانا على ضوء شموع ,, بكاء منها ,, تُخبره بأنها حبلت منه , ولابد من أن يتزوجها ,, يسخر منها ,, يُخبرها بأنه ليس مؤهلاً بعد للزواج ,, وان اهله لن يوافقوا على فعل مثل هذا ,,لذا هو ليس مسئولاً عنه ,, تركها وهرب ,, يأتى من يدفنون الصغار ,, يُخبرونها بطبيب ,, طبيب يُجيد إنزال الأجنة ,, وهم بالطبع يُجيدون ما تبقى من ذلك ,, يعطونها رقم هاتفه ,, تُعطيهم المال مقدماً ,, لقتله ,, وهو إلى الآن نُطفة .

لا يبدو أن هناك غبار ,, فقط يحتفلون بمولد دفن جديد ,,

تُرفع الستارة ,,, على مشهد الإحتفال ,,,


يصفق الحاضرون بقوة ,, يصفقون على روعة طريقتها فى التخلص من عارها ,, ويُصفقون فى تخلص من كان سبباً فى ذلك منها ,, يبدو ان الرجال أكثر حضوراً من النساء فى مسرح للأجنة .

مشهد آخر ,, صغيرين فى ربيع عمرهما ,, يبدوان فى طور المراهقة ,, يجلسان فى إنتظام ,, على ضوء شموع ,, يحاول الرجل فيها ,, أن يغتنمها ,, ترفض الصغيرة تلك ,,حين تسأله عن تحمل عواقب ذلك ,, وهو يوعدها ,, وعدها بالزواج إن حدث ذلك ,, وهى ترفض ,, يُغريها بأن يسكنان فى فيلا والده ,,, ترفض ذلك ,, تعرف والده جيداً ليس من النوع الذى سيزوجه وهو صغيراً ,, يخرج الرجل مجوهرات لأمه ,, يضعها أمامها ,, ولكن فكرة الزواج منه فى نظرها ستظل مستحيلة ,, هكذا اخبرته وهكذا قال لها أيضاً , فقط توجد طريقة واحدة ,, أن يفكران فى طريقة للتخلص منه ,, قبل أن يشرعان فى ذلك ,, يدخل عمال الدفن ,, يتفقان على وأده وهو فى طور الفكرة ,,, يطمئنان سويا,,

يدفعان لعمال الدفن ,,, أُطفئ النور ,,, أغلقت الستارة ,, على مشهدهما ,, وهما ذاهبان , ذاهبان لتشكيل جنين ,,, جنين قُتل ,,قبل الوصول للرحم .

لوحة قادمة تُعلن النهاية ,,,
يأتى الممثلون جميعهم ,,, جميعهم يُحيون الحضور ,, يقف الحضور تصفيقاً لهم ,, تأتى صرخة من خلف المسرح ,,, أُنثى داهمها مخاضها ,, كانت بصحبة صديقها ,, سريعاً سريعاً نقلوها لخشبة المسرح ,, وهى تئن وتتوجع ,, والجميع يُصفقون ,,, هل يستطيع عمال الدفن الإتفاق معها , بالطبع لا , غادروا المسرح بملابسهم , غادر الحضور , هرب صديقها من الباب بسرعة ,, صديقها الذى كان .


النهاية .

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

خيانة



تعود
أن يضع حجراً
عند كل جرح يصُيبه منها ,,,,,
حجراً
فى المكان الذى يجلس فيه ’’’’,,,,,,

مرت أعوام ,,,,,

وجدوه يجلس ,,,,,,,


تحت
جبل
.

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

زوجتى .... وتعُد نفسها لغيرى


الساعة الآن الحادية عشر ليلاً, موعد هجرتى إلى السرير, زوجتي في هذا الوقت لديها طقوس خاصة بها, لن تنام قبل أن تؤديها, كثيراً ما تعجبني فيها تلك الطقوس, طقوس ما قبل النوم كانت قراءة القرآن وما تيسر منه, لديها غرفة خاصة لم يأخذني الفضول يوماً لدخولها واقتحامها, أردت أن أترك لها جانباً من حريتها, فعش الزوجية لا يعني أن نختنق ببعضنا أبدا.
في ذلك اليوم سمعتها تتكلم في غرفتها, أثارني الفضول لمعرفة سبب تحدثها مع نفسها, ماذا اصابها؟؟!! سترك يا رب, لم يكن معها أحد لذلك قادتني قدماي إلى باب غرفتها, أتنصت إليها, سمعتها تخاطب أحداً, وتقول له حبيبي, يا الله !!! أيُعقل هذا ؟؟؟!!! هل لديها حبيب غيري؟! لم أستطع تكملة تصنتي عليها, ذهبت مهرولاً إلى سريري ودمعة تسبقني إلى وسادتي, أخذت منديلاً ومسحت دمعتي.
عادت زوجتي إلى غرفة نومنا وتمددت بجانبي وهي تخاطبني ((حبيبي مالك نائم قبلي ؟؟)) في حاجة ؟؟؟
غصة في حلقي منعتني من الإجابة حينها, بعد برهة ابتسمت في وجهها قائلاً ((تأخرتي عليّ ...اشتقت ليك ...
طبعت على جبيني  قبلة وهي تقول ((تصبح على خير حبيبي )), ووضعت دبدوباً بيني وبينها واتجهت إلى الجهة الأخرى تنام.
حبيبك؟؟؟ قبل دقائق هنالك شخص آخر تناديه حبيبك والآن تقولي لي حبيبي, يا الله!!! لم تسمعني زوجتي فقد كنت أتكلم في سري ولم يسمعني غيري ودموعي.
بت ليلتي تلك أراجع نفسي, هل أغضبتها يوما؟؟؟ هل قصرت في حقها, لماذا تحب غيري؟؟؟؟
بعد أيام وفي وقت متأخر من الليل رن جرس هاتفها, نظرت إلى الرقم ورمقتني بنظرة ابتسام وذهبت إلى غرفتها, انتظرتها نصف ساعة عادت تضحك, لم أشأ أن أسألها خوفاً من أن اُغضبها, فأنا أحبها كثيراً ولا أتحمل أن تغضب.
قالت لي دون أي مقدمات أنه مديرها في العمل.
أي مدير هذا الذي يتكلم في ساعة متأخرة من ليلنا, حيث نود أن نكون معاً, لا ثالث لنا حتى الشيطان!!!!!
أهو شيطان أم ماذا ؟؟؟؟؟
أصبح من الطبيعي أن يتصل ومن غير الطبيعي أن لا يتصل, لذلك عودت نفسي وتعودت أن يشاركني في سماع صوتها في وقت متأخر دوماً.
قبل تلك التلفونات كانت حياتنا تسير كما حططنا لها, بدأت أعشق كل شئ فيها من يوم زواجي بها, همسها....ضجيجها....لعبها...جديتها....قوة رأسها,
حتى أنني تعلمت أن أستمع إلى فنانها المفضل, كانت تحب الاستماع إلى مروان خوري وتدندن لي بين حين وآخر بأغنية قصر الشوق.
صرنا نرددها سويا :-
صوتك وجهك عطرك شعرك لمسة ايدك عمتندهلي

شايف فيكي ام ولادي شامم ريحة ارضي و اهلي

بحلم فيكي و عم بتامل يكبر مرة الحلم ويكمل

عمر بيتي عايديكي بيت صغير يصير الأجمل

كان صوتها حين يخرج منها بتلك الأغنية يتحدى كل شئ, لذلك عشقت الأغنية بصوتها واستمع إليها كل حين وبين الأغنية أسمعها ترددها بصوتها.
كان يعجبني صوتها المتداخل أكثر من الأغنية نفسها.
في كل مساء وحينما نهم بالنوم كانت تدنو من اُذني وأسمعها تردد لي :-
هوها يا هوها ....البقرة حلبوها.....بابا سافر مكة ...يجيب لنا كعكة ...الكعكة فى المخزن... والمفتاح عند ال...
انام قبل ان تكمل .....

ماذا تغير فيها...وماذا تغير فى انا لكى يحدث كل هذا ..!!؟؟
أول أمس رن هاتفها كالعادة ذهبت إلى غرفتها, ذهبت أنا إلى بابها أتصنت كان هنالك ما فجعني!!
سمعتها تقول له وتحكي عن شوقها, عن ولهها به, بعد برهة تحور حديثهما, اصبحت تحدثه عن ما يود أن تلبسه له حين تقابله في هذه المرة :-
:- ما رأيك في لبسة جيب ...؟؟؟
:- حسناً, أأرتدي تي شيرت بلونك المفضل ؟؟؟
:- أم أرتدي بلوزة صدرها فاتح قليلا؟
 :- وكيف تريد تسريحة شعري؟؟؟
:- نعم ادري إنه يعجبك حتى من غير أن أسرحه, ولكن حدثني عن أفضلها, ليس لي سواك أفعل لأجله كل هذا.
أصابني هذا بالجنون, ليتني لم أتصنت عليها, لم أتوقعها هكذا, زوجتي تخونني, وتعُد نفسها لغيري !!
البارحة كانت تجلس بجانبي في الكرسي نشاهد نوعاً من أفلامنا المفضلة , رن هاتفها في الواحدة صباحا , لم تقم هذه المرة من مكانها , حدثته بكل جرأة , واستطعت حتى أن أسمع صوته :-
:- هلا حبيبي..
:- هلا عيوني وحشتيني جد ..
:- بالاكتر والله كيفك اليوم واحشني خالص..
:- تمام ناقصك بس..
:- اها اتكلمت مع أبوي ؟؟؟
:- أيوا كلمته..
:- وقال ليك شنو؟
:- قال خطوبتنا إن شاء الله يوم الخميس الجاي .
:- ما بصدق ؟؟؟
:- والله جد..
:- ياااااااااااااااااخي بحبك..
:- وأنا بموووووووووووووت فيك..
:- حتكون أحلى خطوبة في الدنيا..
:- أكيد مش حنكون لي بعض..
:- يلا بودعك لحدي ما نتقابل الصباح, ونومي لي تمام عليك الله..
:- منو الحينوم دا خبر بيخلي الواحد ينوم معقولة بس؟!
خلاص نتواصل رسائل لحدي الصباح رايك شنو؟
:- خلاص اتفقنا..
:- يلا تصبحي على أحلى حب..
:- تصبح أحلى حبيب في الدنيا..
:- يلا سلام..
:- لا إله إلا الله..
:- سيدنا محمد رسول الله..
إلتفتت إليّ زوجتي بعد المكالمة وهي تمد يدها ليدي تريد أن تلمسها, وصفعتها لأول مرة في حياتي..
:- منو الكلمك دا ؟؟؟؟
:- دا مديري في الشغل.
:- ليه يكلمك في وقت زي دا ؟؟؟
:- خطيبي يكلمني في أي وقت إنت دخلك شنو ؟؟؟؟
جن جنوني في تلك اللحظة وتمنيت لو قتلتها بيدي, أو قتلت نفسي قبل أن أسمع تلك الجملة منها.
:- خطيبك ؟؟؟
:- أيوا خطيبي وخطوبتنا الخميس الجاي.
:- طيب وأنا ؟؟؟؟
:- إنت شنو ؟؟؟؟؟
:- أنا مش زوجك ؟؟؟؟
:- قول بسم الله زوج شنو وكلام فاضي شنو معقولة بس أنا أتزوجك إنت ؟؟؟ إنت جنيت ولا شنو ؟؟؟؟
تمددت على الأرض ولم أقوى إلا على الحديث معها..
لم تهتم بما يجري لي تحت نظرها وأخذت الريموت تتابع الفيلم كأن شيئاً لم يكن..
مددت يدي بصعوبة وفصلت قابس الكهرباء, أردت وضعه في جسدي حتى أعلن نهايتي ولكنني لم أستطع.
عاودت حديثي معها:-
:- وحبي لك ألم يكن كافياً لتبقى معي ؟؟؟
:- الحب لا يصنع الزواج, الحب مرحلة نمر بها وليس شرطاً أن نوفي لأبعد حد, هو لحظة نعيشها, وقد عشتها معك, لا يوجد نص في الحب يجبر مرتاديه أن يتزوجوا.
:- أريدك أن تبقي معي..
:- ماذا عندك لي ؟؟؟؟
:- حبي لك أكبر من كل شئ..
:- هو عنده وظيفة محترمة وسيارة وشقة..
:- المال ليس كل شئ..
:- والحب لا يساوي شيئاً لدي..
:- ألم تكوني زوجتي قبل قليل وإلى الآن؟؟؟
:- لا لم أكن زوجتك إطلاقاً ولن أكون, ماذا جرى لعقلك؟؟!!
:- ولماذا أنت في بيتي إذاً ؟؟؟
:- أنا ؟؟؟
:- نعم..
:- هذا ليس بيتك, ولا يوجد بيت أصلاً, هذا فضاء حلمك كان أكبر منك..
:- لم أفهم ما تقولين..
:- أفهمك..
:- أنت فقط أحببتني, وأنا لا أنكر أنني أحببتك أيضا, ولكننا لم نتزوج ولم نتخطب في حياتنا, أبى يرفضك, لا يوجد لديك ما يسعدني, سعادتي وجدها أبي عند شخص آخر, ولا أراه  مخطئاً أبداً.
:- هل تقولين لي أننا لم نتزوج؟؟؟؟ ولم نتخطب ؟!فقط كانت أحلام؟؟؟!!
:- نعم أحلام, ويؤسفني أنني شاركتك فيها, عبرنا تلك المساحات ونحن نحلق فيها معاً بأجنحة صنعناها معاً, ولأن ظروفك وظروفي لم تساعدنا لنتزوج, يجب علينا أن ننفصل حالاً.
:- وحبي لكِ ماذا أفعل به ؟؟؟
:- يمكنك أن تحبني للابد, لا يوجد لديك شئ تخسره.
:-  أيُعقل هذا؟!! أن أعشق أنثى متزوجة ؟؟؟
:- لا أستطيع أن أبادلك شيئاً, وكما ترى أحببت الآن خطيبي, ولا أحب أن أكذب على نفسي.
:- إخرجي من بيتي الآن قبل أن أقتلك.
:-  ليتك تستطيع فأنا أبعد عنك الآن مئة وخمسون كيلومتراً ومدينتي غير مدينتك..
:- إني أراك بجانبي !!!
:- فقط أحلامك وخيالاتك هي ما دعتك لرؤيتى بجانبك..
أرجو أن لا تغضب مني, كل شئ قسمة ونصيب, ودعنا نكون أصدقاء.
انقطع الصوت.يبدو ان رصيدى لم يكن كافيا شعرت ببعدها عنى ....حقا تبعد عنى مئات الكيلومترات ...كان حلما لم اعد استطيع الافاقة منه بسهولة ....فى كل ليل ....وعند كل مساء اشعر بشئ ما ....يصيبنى برجفة...ارتعد عند حلول الظلام ...اتذكر ان زوجتى لم تعد لى ....عادت لرجل غيرى ....تعُد نفسها الان له ...
ليت الليل لم يعد ثانية فى حياتى ...فقد صرت اكرهه بأحلامه .... بوعوده الكاذبة ... بأنهيارى الذى يحدث عند كل غياب شمس جديد ..
باتت لغيرى  .... وبت  لا شئ دونها ....
انها تلك المرأة  ... زوجتى .... وتعُد نفسها لغيرى  ....

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

,,, اللص ,,,


إبن العشر ربيعاً :-
أبى أبى : فى كل مساء كان يأتى اللص ,, كانت أمى تغطينى وتذهب نحوه ,, كانت تأتى ضاحكة ,,, آخر الليل ,,, لم أكن أعلم بشجاعة أمى ,, أظنها كانت تضربه بقسوة ,,, ولا تهتم لشئ ,,,

الأحد، 19 ديسمبر 2010

رقص الموتى

شاهداً على موتى ,,,,, زارنى هذا المساء ,,, ليُبشرنى بالقبض على الجانى ,,,, فرحت كثيراً ,,,, وكدت أرقص ,,, لولا ضيق المساحة التى منحونى لها .,,,,

الخميس، 16 ديسمبر 2010

*** رجل مهم جداً ***

لم يكن على أبداً أن أركب هذه الحافلة المكتظة بالبشر وكأنهم يُساقون إلى إعدام , إنهم فقط لا يعرفون أنى رجل مهم , الرجال المهمين لا يركبون فى مثل هذه الحافلات , كان عليهم على الأقل أن يُجلسونى فى مقعد بجوار السائق أو مجاور لنافذة ما , ولكن حتى هذه لم يكونوا ليفعلونها , ربما أجد لهم العذر لأنهم لا يعرفون قدر الرجال المهمين , إنهم أُناس من الحثالة , الناس العاديون هم حثالة البشر وهم كائنات ينبغى أن يتم حرقهم أو إعدامهم فى ميدان عام , أنظر إليهم أنهم حتى لا يهتمون وكأن الأمر لا يعنيهم فى شئ , هل أخبرهم من أنا ؟ لا لن أخبرهم ولكن إن كان فيهم رجل مثقف سيفهم على الفور ويقول لهم من أكون , ألا يبدو مظهرى على أننى رجل مهم وليس مثلهم ؟ نعم ربما ملابسى تتشابه كثيراً معهم ببنطالى الممذق وقميصى الباهت , ولكن نظارتى السميكة و ملامح شعرى الكثيف حتماً تدل على أننى رجل مهم , وأضع قلماً وأحمل قصصاً فى يدى ربما يراها البعض منهم لجهلهم كملف يحمله جُباة الضرائب , أو متحصلى النفايات المنزلية , ينبغى على أحدهم أن يقول لهم أننى انا المثقف المشهور .

أرى أحدهم يُطيل النظر إلى , يجب على أن أبتسم فى وجهه ليعرفنى , لا لن أبتسم الناس المشهورون جادون فى حياتهم ولا يجدون وقتاً للإبتسام , وهاهو قد أشاح بوجهه عنى يبدو أنه لم يتعرف على كفاية يجب أن أساعده حتى يفهم الجميع من انا , سأسأله إن كان تعرف على أم لا بالتأكيد سيقول إنه يعرفنى يجب أن يكون ذلك بصوت عال حتى يسمع الجميع هنا حتى السائق يجب أن يعرف من الذى يركب حافلته اليوم , إن كان مهتماً بالتأكيد سيطلب منى توقيعاً , أوتوغرافاً أوقعه ليفتخر به بين أصدقاءه أو ربما جميع من فى الحافلة سيطلبون ذلك , ولكن لن أفعل لأننى رجل مهم , والرجال المهمين ليس لديهم وقت حتى يوقعوا أوتوغرافاً للجميع , ومن ناحية أُخرى حين يعرف العامة أننى أستغل الحافلة العادية سيقل إحترامهم لى , لذا لن أوقع أوتوغرافاً سأكتفى فقط بأن يعرفون من الذى يشاركهم فى ركوب الحافلة فى هذا اليوم إنه بكل تأكيد حدث غير عادى .

سأبدأ بذلك الشخص الذى كان يرمقنى بنظراته وأسأله:-

:- لو سمحت هل تعرفت على ؟؟

ببرود معهود من مثل هؤلاء قال لى:

:- لا .

:- ولماذا كنت تنظر إلى ؟

:- لم أكن أنظر إليك أو ربما مصادفة ما جعلت أعيننا تلتقى ولكن لم أكن أنظر إليك .

:- ولكنك كنت تنظر إلى مسافة كافية خلت بينى وبين نفسى أنك تعرفت على لأننى رجل مشهور .

:- لا أيها الموظف فلست من أعرف الغرباء وعلى كل حال أنا آسف .

أشاح بوجهه عنى دون أن يواصل فى الحديث معى , هل أواصل معه ؟ حتى يعرف الجميع من أكون ؟ ولكن هذا الغبى قال لى أيها الموظف !! يا لغباء هؤلاء البشر , لا يفرقون بين المثقف والموظف يا لغبائهم وجهلهم , يجب على أن أصمت حتى يتعرف على أحدهم , الناس المهمين يجب عليهم أن يكونوا أكثر هدوءاً ولا يلفتون النظر .

مرت إحدى النسوة حين توقفت الحافلة وهى تهم بالنزول , دفعتنى بيدها من الطريق الذى أقف فيه وكأنها لا تعرفنى , بل إنها تتأفف حتى وهى تزجنى نحو الكرسى لقد نظرت إلى ألا يمكن أن تكون قد رأتنى يوماً ما أو سمعت الناس يتحدثون عنى ؟؟ يجب على أن أسألها قبل أن تنزل من الحافلة .

:- يا آنسة إنك قد قمتى بزجى من الطريق ونظرتى إلى هل تعرفين من أكون ؟؟

:- ومن تكون ؟ زوجى أم والدى .؟ أعرف إسلوب الصعاليك أمثالك فى معاكساتهم للنسوة . لذا كف عن الحديث معى .

تلقيت منها ضربة موجعة , ليتنى لم أسألها حتى , لابد أنها أمية وجاهلة لا تعرف القراءة وإلا لكانت قد عرفتنى , إننى رجل مهم .

صعد العديد من الركاب حين توقفت الحافلة لتنزل السيدة تلك , سيكون من بين الذين يركبون رجل مثقف ليقول لهم من انا , يجب على أن أنظر إليهم واحداً واحداً حتى يتعرفوا على .

نظرت ولم يُطيل أحدهم نظره , الكل يسبون بعضهم بعبارات بذيئة , إنهم غير مثقفون لذا ليس منهم شخص سيعرفنى , حتى وإن عرفنى أحدهم سأحاول أن لا أبدو لهم سأنكر شخصيتى , لن أكون هنا كمثقف وسط أُناس يخاطبون بعضهم بعبارات بذيئة .

ها هو الكمسارى قادم إنه يطلب منى الأجرة , لو كان يعلم من أنا لما سمح لنفسه بأن يطلب أجرة منى , ولكنى لن ألومه , سأدفع مرغماً , وقريباً جداً ستكون لى سيارتى الخاصة ولن أحمل فيها أحداً حتى وإن رأيت تلك السيدة التى أحرجتنى وهى واقفة على الطريق فى وقت متأخر من الليل .

يجب أن أسألهم , الأمر لم يعد يحتمل , سألفت نظرهم بطريقة ما :-

:- أيها السائق نظرت فى المرآة لى كثيراً هل تعرفت إلى ؟

:- يركب معى مئات الناس يومياً وأنظر إليهم لم يسبق لى أن تعرفت على أحدهم . ضحك الركاب من الأمر .

سأسأل الشخص الواقف بجوارى :-

:- هل تعرفت إلى ؟

:- لا يا سيدى , من أنت ؟

:- أنا مثقف مشهور وستأتى الصحف بإسمى غداً صباحاً .

:- إذاً ننتظر حتى صبيحة الغد لنتعرف إليك رغم أننى لم أعد أقرأ الصحف .

سيدة جالسة تقرأ فى كتاب فى آخر الحافلة سأسألها :-

:- هل تعرفتى على أيتها السيدة المثقفة ؟

لم ترد على حتى فقط رمقتنى بنظرة متأففة هى الأخرى , يبدو أن النسوة جميعهن يتأففن .

:- وأنت أيها السيد المحترم الجالس بجوارها هل تعرفت على ؟

:- قال لك السيد الواقف بجوارك أصبر حتى الغد لنعرف من تكون .

لا فائدة إذاً يجب على أن أنتظر حتى صبيحة الغد , رغم أن الأمر لم يعد قابلاً للإنتظار . أكره العيش فى وسط غير مثقف ولا يهتم بالمثقفين , يبدو أن المدينة جميعها لا تعرفنى , يجب عليها أن تعرفنى , سأسأل المارة جميعهم :-

:- هل تعرفنى يا بائع الصحف ؟؟

لا .

:- صاحب متجر الملابس هل تعرفنى ؟

لا أعرفك .

:- البقال هل تعرفنى ؟

:- لا

يبدو أن العالم لم يعد يعرفنى,إنهم يجهلون من أكون , إنهم أُناس أغبياء ليس إلا , وغداً ستكتب الصحف جميعها عنى , وسيعرفون , ولكن من ينتظر حتى الغد , لابد أن يكون هنالك من أحد يعرف من أكون , الصحف لا تأتى اليوم .لابد من طريقة ما .

هل أنتحر ؟ حتى يعرفوا أن من مات شخص مهم ومثقف , أم أقوم بجريمة لا ينساها الناس , يجب على أن أحرق القصص التى قمت بكتابتها قبل أن أنتحر , لا يجب على أن أترك لهم أعمالى فهم لا يُقدرونى ولن يقدرون الكتب التى سأطبعها , إذاً سأحرقها حالاً , ها هى النار تأكلها , وسيندم الناس كثيراً على عدم تعرفهم على , ها قد تخلصت منها , ولم يسألنى أحد ماذا أحرقت حتى , ألم أقل أنهم جُهلاء ؟ .

فى صبيحة اليوم التالى إشتريت الصحف جميعها , كانت عشر صحف تصدر فى المدينة , إشتريتها جميعها , وظللت أبحث فيها بروية , أبحث عن إسمى , وياااااااا للأسف لم أجده حتى فى الصحيفة التاسعة , تبقت واحدة فقط وإن لم أجده سيكون وضعى سيئاً للغاية , هل الصحف نفسها لا تعرف المثقفين وكتاب القصص ؟ يا لها من صحف صفراء تهتم فقط بالأخبار السيئة ولا تهمها الأخبار القيمة كأخبارى أنا .

إذا ها هى الصفحة الأخيرة ,, يجب على أن أعثر على إسمى بأى شكل من الأشكال , الصحفى الذى أجرى الإستطلاع وعدنى بأن يكتب إسمى , أتمنى أن لا يخيب ظنى , لقد قال لى بالأمس حين سألنى فى الإستطلاع الذى قام به عن تردى الخدمات الصحية فى الحى عن ما هو الحل , فأجبته بأن على الحكومة أن تبذل جهداً أكبر بعمل مجارى صحية , وياااا للأسف , ها هو قال ذكر أقوالى دون الإشارة لإسمى ,فقط كتب (( أن أحد المواطنين طالب بعمل مجارى صحية)) ,, يا لبؤس الصحافة , دائماً ما تهدر حقى الأدبى .



الأحد، 12 ديسمبر 2010

*** أنثى ثرثارة ***

قالت لى تلك الأنثى , ذات مساء , وهى تعيد تصفيف شعرها الملقى على كتفيها بإهمال :- هل تعرف أنثى , تعشق ترتيب ضفائرها أكثر منى ,, فأجبت بلا , هل تعرف يا عمرى أنثى , تضع المكياج , فتصير كما تأمل أجمل منى , فأجبت بلا , هل تعرف أنثى , تختار طريقك , وجباتك , علب التدخين , وهداياك إلى , أكثر منى ,, (( هى تعرف لا )) , هل توجد أنثى , تستمع إليك , حين تحادثها , أفضل منى , ((سيدتى لا )) , هل يوجد فى هذا العالم , أنثى صامتة طول الوقت , لم تتحدث عن أشياء , ليست بذى فائدة أبداً , أجمل منى ؟؟ {{سيدتى لم يحدث أبداً منذ صرت أصماً , لم يسعد شخص فى العالم أكثر منى ,,,}}